شربل بعيني والإيمان الصحيح

   اخي الحبيب شربل اطيب السلام لك والاساتذة الاخوة والاخوات الاعزاء..
   ونحن جميعا والبشرية كلها نؤمن بإله واحد ولا فرق بين مذهب ودين وإنسان ومخلوقات تعيش بارواحها على هذه البسيطة، لان الموت حق ويجمع الجميع ولا يستطيع اي إنسان مهما كبرت أمواله ومراكزه ومهما طغى وتجبر وتكبر ان يقف أمام إرادة الله العلي العظيم.
   والإيمان بالله لا يتزعزع عند رجال الله الصالحين ولا عند النساء المؤمنات العظيمات الصالحات في الكون كله، حيث تجد بالإيمان الصحيح والصادق مع الصالحين والصالحات في جميع الأطياف البشرية.
   ونحن نحيا في استراليا العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وجنة الله على الارض لمن يعرف معنى الحياة الحرة الكريمة، نجد ان الدوائر الحكومية من اعلى قمة الى أدناها بالمراكز وهي خليط من المجتمع الاسترالي التعددي بما فيها جاليتنا العربية التي تعتبر ركنا أساسيا في هذه التعددية الحضارية العظيمة، حيث وصل الى مراكز القرار من ابناء الجالية العربية الاسترالية اكثر من ٢٠٠ وزير ونائب ورئيس ولاية ومجلس نواب وبلدية واعضاء مجالس شيوخ وبلديات ناهيك عن رجالات الاعمال والاقتصاد وآلاكاديمين والأطباء والمهندسين والمحامين والإعلاميين والكتاب والادباء والفنانين والحرفيين والتجار.
   ومع الاسف نجد الفرقه تتفوق على الوحدة في هذا المجتمع الاسترالي العظيم لان الجالية العربية بمعظمها نقلت وتنقل خلافاتها المذهبية والدينية والعشائرية والحزبيات العمياء الى من يخصها، ولم يتعلموا من مبادىء القانون الاسترالي العظيم حرية المواطنة واحترامها وتقديسها والديمقراطية الصحيحة وحقوق الانسان والحيوان مع جمال الطبيعة ووفرة الخيرات على اختلاف أنواعها على مدار العام وبأسعار عادية.
   حيث لا ثري ولا معدوم و لا كبير ولا صغير بالمراتب امام القانون، والموضوع طويل نثبت منها ان رئيس ولاية فيكتوريا (ملبورن) الرئيس النائب الشاب ستيف براكس العمالي، وهو بالأصل من مدينة زحلة اللبنانية، كان قد فاز بانتخابات ديمقراطية عدة مرات واصبح في اكبر مركز وقرار على مستوى القارة الاسترالية، وفجأة استقال من مركزه لان الشرطة ضبطت ابنه الشاب وهو في عمر الربيع يقود سيارته وهو سكران، وعندما علم بالخبر استقال من رئاسته لولاية فيكتوريا التي تعتبر مساحتها ما يقارب بلاد الشام في بلادنا !!!
   فهل في لبنان والدول العربية مثل الرئيس اللبناني الاصل يفعل ذلك؟
   والسؤال برسم اصحاب القرار اللاقرار في لبنان وبلادنا العربية وبعض الطواويس بدون ريش الذين يدَعون (السيادة) وينصبون أنفسهم في زعامات خرافية من ابناء الجالية اللبنانية والعربية وسواها وهم من "برا رخام ومن جوا صخام" ....
   والذين يوزعون ويتلقون دروعا وشهادات وهمية على "شكلو شكشكلو" على قاعدة (تعالوا شوفونا) ونحن شايفين !!!
   الله يكون بعونكم لعلكم تتقون ...
   ولم يتعلموا من القوانين الخلاقَة لاستراليا العظيمة التي نعتز ونفتخر بها.
   ونعود الى اخي الاستاذ المؤمن شربل بعيني ومسحة القداسة حيث كنت اقرأ عن القديس العظيم شربل، وعن آراء الناس على اختلاف أديانهم من خلال الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي حيث أغمضت عينيّ، وانا أفكر، وكنت اتمعن وأفكر ايضا بأخي الاستاذ شربل ورفقتي له على مدى ثلاثين عاما تقريبا، ومحبته للناس كل الناس دونما فرق بين الدين والمذهب والجنسية واللون وهو مربي وشاعر وأديب وكاتب واعلامي ومن معلمي معهد سيدة لبنان (هاريس بارك/ سيدني/ استراليا).
   وكنت أتلقى الدعوات لمهرجانات تربوية ومسرحيات يمثل فيها اكثر من 600 طالب وطالبة من إعداد وإخراج الاستاذ شربل بعيني، وللعلم ان المعهد صرح علمي تربوي يزيد أعداد تلاميذه على اكثر من 2000 تلميذ وتلميذه كانوا وما زالوا يتعلمون اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية الى جانب جميع المواد وكنت انقل وقائع الاحتفالات الى الصحيفة التي كنت أمثلها، وقد استحدثت زاوية باسم (وجه الأسبوع) منذ اكثر من عشرين عاما وخصصتها للكتابة عن بنات وصبايا الجالية العربية اللواتي لهن دور ثقافي وعلمي وأكاديمي وكتبت عن معظمهن وبعضهن في الحقول الطبية والمحاماة والهندسة الى اخره وبينما كنت اتحدث معهن، واجدهن يتقن اللغة العربية جيدا وهن من مواليد استراليا كن يقلن لي الفضل هو للاستاذ شربل بعيني .
   نعم الفضل هو للاستاذ شربل بعيني الذي تعاونا معا وأطلقنا رابطة احياء التراث العربي وكنت كما أسلفت امينا للسر وسكرتيرا لها وهو اي شربل من اطلق وأسس جائزة جبران العالمية، ومديت جسورا مع الاستاذ الكبير المرحوم نعمان حرب الذي يعتبر جسر التواصل مع ادباء وشعراء العرب في العالم والوطن العربي من العرين السويداء عاصمة قرار الثورات العربية بقيادة ابو الثوار والثورات القائد العظيم البطل الخالد سلطان باشا الاطرش، الذي قال فيه شربل هذه القصيدة الرائعة:
عندَ البطولةِ ردّدي
إسمَ العظيمِ وغرّدي
يا أمّةً يحلو لها
صوتَ الرّدى.. وتشرّدي
حيي بشعرك فارساً
طردَ العدى بمهندِ
أعلى الجبال تضمّه
للأرض غنّي وانشدي
أحنت فرنسا رأسها
حين التقتْ بموحّدِ
لا لست أنسى صرخةً
فيها لهيبُ تمجّدي:
لنْ يبقى غازٍ بيننا
يا أرضَ أجدادي اشْهدي
سلطانُ باشا مجدهُ
دخلَ الزمان بسؤددِ
من مثلُهُ صانَ الحمى
لتشعَّ شمسٌ في غدي
يا أجملَ الأسماءِ قلْ
منْ شلّ أعصابَ اليدِ؟
منْ شرّدَ الشعبَ الذي
أوصلتَهُ للفرقدِ؟
إني أنادي "أطرشاً"
كي تستجيبَ معابدي
فالكفرُ اضحى سيداً
واللهُ وحدَه سيّدي
   ولا ننسى وكيف ننسى الاستاذ شربل بعيني الذي شرع دارته لكافة الادباء والشعراء والقادة الروحين والدبلوماسين الشرفاء امثال الدكتور لطيف ابو الحسن سفير الجمهورية اللبنانية لدى استراليا ونيوزلنده وأمثاله من اصحاب السيادة الحقة.
   نعم اخي الاستاذ المؤمن شربل بعيني صاحب مسحة قداسة لانه بالممارسة والإيمان الحقيقي بالله العلي العظيم رفض الانضواء والانطواء تحت رايات تنظيمات وأحزاب مذهبية ودينية لانه يعتبر ان الأديان كلها لله، وان أجداده كانوا على مذهب التوحيد ومن بني معروف الدروز، وبفعل الحروب العبثية والاحتلات الاستعمارية قادت الأقدار بعض أجداده من مزرعة الشوف الى مجدليا في الشمال اللبناني وبفعل المصاهرة اصبحوا مسيحيين موارنة لا فرق لان الله واحد احد.. (وليس كل من قال ويقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات(.
الفايس بوك ومواقع الكترونية عديدة ـ نيسان 2016
**