المرأة في شعر شربل بعيني

   عن دار الثقافة للطباعة والنشر صدر ديوان (رباعيات) للشاعر الاديب شربل بعيني بطبعة ثانية وحلة جديدة.
   والديوان يتألف من ١٣٠ صفحة ويحتوي على قصائد وطنية باللهجة العامية الجميلة والمعبرة وكل قصيدة تتشاوف على اختها. حيث استشرف ونبه وقرع جرس الإنذار شاعر الغربة الطويلة مستدركا ً مأساة شعبنا وعما يجول في داخله من حب للوطن وسخط على الحكام الأزلام الذين لا يتورعون عن احراق الوطن من اجل كراسي مأجورة باليه وهو يقول:
بيتخانقوا الجيران كرمال الزعيم
الـ باع الكرامه والشهامه والضمير
وخلا قلوب طفال ربيت ع الحصير
تذوق طعم الحقد وتعيش بجحيم
  وينتقد بشدة دواعش العار على مختلف تسمياتهم وهم الذين سيسوا السماء وعاثوا في الارض فساداً:
الدين للديان مش للناس
حاجي بقا ع النار تسكب زيت
لا بينفعك جامع ولا قداس
واكبر ضغينة بالقلب خبيت
   كما ويدعو الشاعر بعيني ابناء جلدته للاعتماد على النفس ورفض الانتاج الاجنبي وتشجيع وشراء ما تنتجه الأيادي العاملة في الوطن فيطرح الصوت عالياً:
فضّل زوان بلادك.. ونقيَه
ولا تشتري القمح الصليبي بقرش
معقول لما بتطبخو تلاقيه
مزغول.. حباتو رياء وغش
   ولم ولن يتوقف شاعرنا العزيز عن ثورته عند هذا الحد بل يتعداه الى فضح السماسره الذين تاجروا ويتاجرون بالارزة فيعلو صوت الحق في قوله:
 يا أرزة هانوكي كثير
ناس نصابين ما عندن ضمير
رفعوا لواكي كذب قدام البشر
وذبحوا طفالك غدر بقلب السرير
   والشاعر بعيني اذ يبدع في رباعياته غير ان الحظ يعاكسه ولا يؤاتيه في بعضها الآخر بالحسنى وخاصة عندما لا يرى في بعض النساء الا الوجه القبيح ونكرانها للجميل بغير وجه حق فيعيدها الى أسطورة آدم وحواء وشجرة المعرفة اذ يقول: 
أعزب اذا بتضل أحسنلك
ما عاد فيك تأمن لحرمه
عطيها القلب .. بتنق من بخلك
وبتتركك وبتنكر النعمه
   ونلاحظ هنا ان شاعر الغربة لا يرى في الوطن الا شجرة الأرز. واذا كانت الارزه رمز الوطن فإن لشجرة الزيتون قدسيتها من غير نسيانها.
    كما انه من غير المنطق ان يشن حملة عشوائية على الناس من بني جنسه وان كنا نرى الظلم الذي وقع على شاعرنا من البعض فدفعوه الى الهجره والاغتراب لذلك لا نرى مبرراً لهذه العدمية في النظر الى الناس كل الناس حيث يصرخ من قرفه قائلاً :
قرفان من حالي أنا قرفان
وما عدت آمن بالدني لإنسان
صرت شوف الناس كلا دياب
الآدمي فيهن مثل شيطان
   حقا ً ان الشاعر بعيني تلوع من الأزلام في الوطن وخذله البعض ممن مد اياديهم اليهم لذلك لا يمكن ان نحاكم الاستاذ شربل على ما كتب كما المح الى ذلك احد الزملاء، ولكنها التفاتة نقد من موقع الاخوة والصداقة آملين ان يتجنب شاعرنا العزيز في المستقبل مثل هذه الهفوات تصويبا ً لمسيرته الأدبية الرائدة والارتقاء بها الى ما فيه كل الفخر لجالية عربية أسترالية احبها وأحبته رغم قلة قليلة تسبح على شبر ماء في مستنقع آسن مثير للجدل.
البيرق : العدد / ١٩ / ٥/ ١٢ / ١٩٨٦
**