شربل بعيني الرقم الذي لا ينتهي

   صدر حديثاً للشاعر المعروف شربل بعيني ديوانان جديدان "وإلحق اذا فيك تلحق ماشاء الله": مناجاة علي  بالإنكليزية ترجمة الاساتذة ناجي مراد وجوزيف يمّوني والياس شعنين. والثاني (قصائد ريفية)، كتب مقدمته الشاعر الاستاذ شوقي مسلماني تحت عنوان "نعود الى شربل عندما نفتقد الشرفاء". وعلى الغلاف كتب الشاعر الكبير المعطاء الاستاذ نعيم خوري:
"أما الشاعر شربل بعيني فلا ينافس، لأنه بلغ مستوى فرض المنافسة على الآخرين. ولا يتشاوف لأنه ليس فارغاً. خزانته تضجّ بالثروة، ويداه أبداً مفتوحة، لتعطي لا لتأخذ. إنه كالسنابل الملأى التي تنحني بتواضع، بينما السنابل الفارغات رؤوسهنّ شوامخ.
يلغي ذاته أولاً من يحاول إلغاء الغير، "كالنار تأكل بعضها إن لـم تجد ما تأكله”.
كل نكرات الأرض لا يمكنها أن تتجاوز المعرفة، وكلّ آلات الزمن الساقط لا تستطيع أن تشكّل حيزاً واحداً في مساحة الحياة الممتدة على مدى الألق الفكري.
ومن الآن إلى نهاية النهايات سيبقى الشعر صوت الحبّ، وسيبقى الأدب ضمير الكون، وليس كثيراً على شربل بعيني أن يبقى صلة الوصل بين الحبّ والكون".
   نعم كان شربل بعيني الصادق الامين لمسيرته الأدبية الرائعة كما عبر الاستاذ الصديق العزيز شوقي مسلماني والشاعر الكبير الاستاذ الصديق نعيم خوري وأقول ايضا ً بدوري ان شربل بعيني رفض رفضا ً تاما ً الصفقات المذهبية العنصرية المشبوهه وهو اصلا ً هجّر من مسقط رأسه بلدة مجدليا الغالية على قلبه مع أهله لانه ولد للحياة الحرة الكريمة التي تليق به ولا تليق للعبيد وتجار الدم من اجل كراسٍ مستأجرة من الاستعمار لذبح الشرفاء والأحرار. لذلك اختار شربل بعيني الحر الحرية الصحيحة في استراليا العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وبقي على خطه الأدبي النضالي شاعرا ً مميزا ً وأديبا ً مرموقا ً ولم ينس وطنه لبنان فخر الدين الحرية ومسقط رأسه مجدليا حيث وهب دارته للبلدية ليقام فيها متحف شربل سركيس بعيني الثقافي، كما حول دارته في سيدني الى ملتقى ومضافة للأدباء والشعراء والسفراء ورجال الدين الذين لله محبة لان الاوطان تبنى بالمحبة والعلم والثقافة الصحيحة وهذا هو شربل بعيني.. شربل المحبة. ومن قصائده الرائعة هذه القصيدة المعبرة الجميلة التي يخاطب بها غلمان المكر والغدر والعنصرية ودواعش العار على اختلاف تسمياتهم بعنوان خبثاء:
 تعالوا إليّ يا جميع الخبثاء
لاريحكم من خبثكم
من لوثة النذالة التي تجتاح قلوبكم السكرانة
بخمر الحسد والضغينة
تعالوا إليَّ لارينكم نملة تجني مؤونة
ونحلة تفرز عسلا ً
بعد ان ارضعتها الزهرة رحيق بتلتها
تعالوا إليّ فحضني واسع وبالي طويل
ولكن الشاعر رغم (الحساد) الكثر ورغم (الغيوم الدكناء واللعنة العظمى) يقول في رعشة حب  :
لم أكن ادري ان للحب رعشة كهذه!
 شكرًا.. ففضلك عليّ وبعض آثار
ليلة واحدة مقمرة صافية كصفاء وجهك
كانت كفيلة بارجاعي الى الضياع
كم هو حلو الضياع معك
ولذته كم تفوق لذة الخمرة المعتقة
وانا اعاقرها
لم أكن ادري
فشكرا ً على كل هذا
وخصوصا ً أمسية نيسان الوردية فان أنساها.
طوبى لك يا شربل لانك بلغت الرقم الذي لا ينتهي اطيب السلام .
النهار/العدد/ ٧٨١ /١٧ /١٢/ ١٩٩٢
**