شربل بعيني يتخطّى الشعر في مناجاة علي

   كتب الفيلسوف الخالد كمال جنبلاط مقالاً مستفيضاً في رثاء الزعيم العربي جمال عبد الناصر جاء فيه: ان اعظم ما أتت به المسيحية هي المحبة، وأعظم ما أتت به المحمديّة هو العدل، ومن يجمع بين الاثنين كان حظنا به كبيراً.
   ولعل تلك المقولة العظيمة تنطبق أيضاً على الشاعر الديناميكي الشاب شربل بعيني، الذي تخطّى حدود الشعر عندما أصدر ديوانه اللاهوتي "ألله ونقطة زيت" بلغة فلسفية لا يعرفها الا الراسخون بالعلم، وربما لأمر آخر أصدر شاعرنا ديوانه الجديد "مناجاة علي" والذي يعتبر من الدواوين المهمة، لأنه يكتب سيرة أمير المؤمنين بلغة شعرية محكية، والكتابة في هذا الموضوع ليست سهلة، وأنت أمام عالم فقيه وشاعر وأمير للمؤمنين:
مِدِّلِّي إِيدَكْ، ساعِدْني..
صَلِيـبِي تْقِيلْ وْفزْعانْ
أُوقَعْ.. وِالْوَقْعَه تْبَعِّدْني
وْيِسْرِقْني غْبار النّسْيانْ!!
**
لازِمْ إِخْلَقْ عالَمْ تاني
يِفْهَمْ كِلْماتَكْ كِلاَّ
يْوَحِّدْ أَدْيانو بِدْيانِه
بْتِرْفُضْ نِتْقاسَمْ أَللَّه.
   قال رسول الله: أنا مدينة العلم وعلي بابها"
   أجل شربل أهدى ديوانه للأديب العربي الكبير جورج جرداق "الذي غنّى علياً بن أبي طالب، كرم الله وجهه، صوت العدالة الانسانية، كما لم يغنّه أحد من قبل".:
نصراني.. ونادر غنّيلك
غنيّه، لحنا معروف
غنّوها الكل مقابيلك
دقّوا كلماتا ع دفوف
ع الزقفه الـ صارت تحكيلك
كيف طارت من بين كفوف
نغمه، تا النغمه تصليلك
وبمعبد عينيك تطوف
   شربل بعيني في "مناجاة علي" يسجّل سبقاً شعرياً فلسفياً، وإذا قيل: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقّار"، فنقول: لا شاعر غنى علياً غير شربل والايمان لا يتجزأ:
يَسُوع الْـ عَلَّمْني حِبّ
يا عَلِي.. مِتْجَسَّدْ فِيكْ
شَارَكْتُو بْآلام الصَّلْبْ
وْخِفَّفْت عْذابُو يا شْريكْ.
**
مُشْ رَحْ فَسِّرْ.. حَكْيي مْفَسَّرْ:
سَيِّدْنا مْحَمَّدْ شُو قالْ؟:
إِنْتَ بْتِشْبَهْ عِيسى أَكْتَرْ
بَيْنو وْبَيْنَكْ وِحْدِةْ حالْ.
**
بِالْقَناعَهْ.. غْلِبْت الفَقْرْ
وْما انْذِلَّيْت لْسِحْر الْمالْ
تْرَقِّعْ بِالصِّرْمايِه العُقْرْ
تا تْعَلِّمْ كلّ الأَجْيالْ.
   ومن لم يقرأ هذا الديوان عليه أن يطلع عليه وهو متوفر في المكتبة العربية في لاكمبا.. وبارك الله بشاعرنا المؤمن الموحد شربل بعيني.
النهار، العدد 726، 7/11/1991
**